أهلاً أنا منار، طالبة تمريض
بصراحة، ما كنت أتخيل يوماً ما إني بدخل تخصص التمريض، بدأت القصة في بداية 2020 وقت أزمة كورونا، لما شفت العالم كله يشيد بدور الممرضين، ولأول مرة فكرت الممرض له موقف وإنسانية عظيمة كنت طول عمري أسمع من المجتمع كلام سلبي، مثل إن الممرض مجرد مساعد للطبيب، وإنه ما له دور مهم، وللأسف هالأفكار المغلوطة كنا نرددها ونوصلها للجيل اللي بعدنا بدون ما ندرك الحقيقة .
بعدها، بدأت أسأل نفسي مين هو الممرض ليش يتحمل كل هذا الضغط والتعب؟ رغم كل اللي يقوله المجتمع! بدأت أبحث وأتعمق أكثر وكل يوم يزيد حماسي بس كان عندي خوف كبير: كيف بتكون ردة فعل الناس لو قلت لهم إني أبغى أدرس تمريض؟ كلامهم كان عقبة كبيرة قدامي، كانوا يقولون ليش تمريض ما في تخصص أحسن؟ ناقصك شي؟ هذا الكلام كان مؤلم، لكن مع الأيام زاد اهتمامي بالتخصص وقررت أخلي هالموضوع تحدي بيني وبين نفسي قلت ليش ما أسمع صوتي أنا؟ ليش أخلي كلام الناس يحدد مستقبلي؟ما في شي ينقصني علشان ما أكون ممرضة ناجحة!
أتذكر صديقاتي في المرحلة الثانوية كانوا يقولون لي "تصلحين ممرضة" وكنت أضحك وأقول: "مستحيل" واليوم هذا المستحيل صار حلمي وقررت أكسر حاجز الخوف وأمشي ورا شغفي، مع الوقت تحسنت صورة التمريض وصرنا نسمع كلام إيجابي عنه، لكن ما زال البعض متمسك بأفكار مغلوطة وصار الموضوع تحدي شخصي أسمع لرغبتي وأعيش حلمي أو أسمع كلام الناس وأندم طول حياتي؟
وفي النهاية، أخذت الخطوة اللي غيرت حياتي وقلت ليش لا وقدمت على التمريض، وكان أول رغبة، الخطوة اللي كنت خايفة منها طلعت أجمل وأهم خطوة في حياتي، بداية الطريق ما كانت سهلة كان فيها لحظات سقوط وخوف ويأس لكن الحمد لله وصلت، ومع دراستي للتمريض عرفت إني في المكان الصحيح وإن الممرض هو قلب القطاع الصحي وله دور عظيم
أتذكر كلمة قالتها لي دكتورتي في الجامعة: إذا دخلتي اي مكان مستقبلاً مارح تعرفين عن نفسك بأسمك فقط ، راح تقولين بكل فخر انا الممرضة منار ، ومن هنا ادركت أن التمريض ليس مجرد تخصص بل هوية ورسالة تحمل في طياتها الكثير من العطاء والفخر.
بالختام، اليوم أفتخر بكل خطوة أخذتها نحو حلمي كسرت حاجز الخوف وتجاوزت كلام المجتمع ومشيت ورا شغفي، التمريض مو مجرد تخصص، التمريض عالم ملي بالعطاء والتضحية ممتنة لكل تحدي واجهته لأنه خلاني أقوى والحلم اللي كنت أشوفه مستحيل صار واقعي، واليوم أقول بكل ثقة: أنا ممرضة، وهذا مكاني.